الثلاثاء، 4 يناير 2011

تروندهايم


تروندهايم""""

تقع مدينة تروندهايم في إقليم- ترونديلاج (بالنرويجية: Sør-Trøndelag) في النرويج وعدد سكانها حسب إحصائية شهر يناير سنة 2009 يبلغ 186.257 نسمة. بعد مدينة أوسلو هي المدينة الثالثة بكبرها في بلد النرويج تقع على مصب نهر (نيديليف) في تروندهايم فيورد, حوالي السبعين كم من البحر, عدا عن ذلك فتروندهايم هو اسم المجمع السكني الذي يحيط بحدود المدينة وضواحيها. منذ ألف عام وما زالت المدينة متدفقة بالحياة ونشاط قوة الشباب, هذا هوفعلا المصطلح الذي يناسب هذا المدينة عند القدوم لزيارتها. تقع المدينة على شبه جزيرة بين نهر (نيديليف) وفيورد تروندهايم, وهي مركز تجاري كبير منذ أن تاسست المدينة عام 997م والتقاء تاريخي بين الحضارة والثقافة الأوروبية الذي ينعكس اليك من خلال البنايات الكبيرة والعظيمة مثل كاتيدرائية (نيداروس) أو المستودعات الضخمة على ضفاف نهر (النيد), ممزوجة مع ثقافة وحضارة وتاريخ هذه المدينة التي تسمى اليوم تروندهايم. في العصور الوسطى كان اسم المدينة نيداروس ومعناه مصب النهر. في أواخر العصور الوسطى تحول الاسم إلى ما معناه مكان التجارة في تروندهايم فاختصر الاسم من ذلك اليوم وصار يلفظ في اللغة الدانماركية إلى تروندهايم. ولا يزال يوجد تمثال كبير للملك أولاف في السوق في وسط البلد يراقب المدينة التي حملت أسماء عديدة عبر القرون، ولكنها عادت لتتسمى باسم تروندهايم عام 1930 حتى الآن بعد أن رفض المواطنون محاولة لتغيير اسمها إلى «نيداروس». المكان على ارتفاع 63درجة شمالا لا يمكنك أن تتوقع رؤية ووجود مكان رائع مع منطقة محاطة بالغابات الشاسعة والسهول الخصبة مع الهضاب والوديان الخلابة المنظر الغنية بالأشجار والتي تمتد من وسط المدينة إلى كثير من الكيلومترات إلى محيطها الجميل. وفيوردها الذي لا يمكن وصف فتنته. المنطقة الخصبة والسهول الفلاحية سببها النوعي الأسمدة المخزونة في بطن الأرض من العصر الجليدي والإقليم المعتدل لطبيعة المنطقة التي كانت سابقا وعرة جدا, وعندما بدأ البشر يسكنون هذه المنطقة وخاصة شبه الجزيرة التي وفرت لهم حماية طبيعية نسبية من هجمات الحيوانات البرية والغزاة من السلب والنهب ومع الوقت أصبحت مهد حضارة (الفايكنج

تروندهايم:
للباحثين عن الهدوء، والطبيعة الخلابة والطمأنينة، عن البحار والجبال والإقامة الطيبة، فإن تروندهايم هي المكان. تروندهايم بسكانها ومنازلها وكنائسها وحدائقها وأنهرها وتلالها وصخورها، على الأرجح، هي من أجمل الأمكنة في العالم. على الأقل، إن اسم هذه المدينة النرويجية التقليدية والمعاصرة الصغيرة يعني البيت الطيب العيش أو المكان الخير. وهذا ليس تعبيرا إنشائيا عن المكان بقدر ما هو واقع للحال والأحوال.

فلا يمكن فصل المكان عن الطبيعة، والطبيعة الشمالية الخلابة المتنوعة بين الأنهار والبحار والجبال الشاهقة، شيء لا يعوض وجوهرة من جواهر المعمورة الكثيرة والمذهلة.

والناس انعكاس لهذه الطبيعة، وأكثر تآلفا وتناغما معها، ولذا يأتي فخرهم ببلادهم، فخرهم بعظمة الطبيعة والقدرة على المحافظة عليها والتعايش معها والتمتع بها كما يقول أحد الأصدقاء. ولذا يعتبر النرويجيون، كما هو حال بعض الإسكندنافيين أكثر فخرا بما قدمته الطبيعة إلينا مما قدموا إلى العالمية جمعاء.

باختصار، إن الطبيعة في هذا المكان، محط فخر وعلامة على التحضر والحياة، ومجال للحلم والعيش الرغد. ولهذه المدينة الصغيرة نسبيا مقارنة بالمدن الأوروبية الأخرى، والتي لا يتعدى سكانها الـ170 ألف نسمة، تاريخ طويل أيضا في إطار التاريخ الأوروبي والتاريخ النرويجي أو الأوروبي الشمالي الخاص ولذا تضم جملة من المعالم التاريخية المهمة مثل كاتدرائية نيداروس (Nidaros) المذهلة والقديمة والتي يعود تاريخها إلى عام 1070. وتحتل الكاتدرائية إلى جانب مقر البطريركية وسط المدينة التجاري ويمكن رؤيتها من جميع الجهات حول المدينة والاستدلال بها خلال التجوال. وتعتبر هذه الكاتدرائية الجميلة ـ وهي تستحق الزيارة بحد ذاتها للمهتمين بالعمران والتاريخ ـ من أهم الكاتدرائيات القوطية الإسكندنافية، ولذا كانت مقرا للحجاج من جميع أنحاء النرويج وأوروبا الشمالية في العصور الوسطى. ولا يزال يتمتع المبنى الضخم والمثير بألوانه الرصاصية والخضراء القرميدية القديمة إضافة إلى واجهة مخيفة من شتى التماثيل والثيمات. ويمكن قضاء يوم بالكامل حول المبنى المجهز بمتحف حديث وحديقة جميلة وهادئة من دون ملل. بأي حال فإن المعلومات المتوفرة حول اسم المدينة، تقول إن ملك الفايكينغز اولاف تريغفاسون في نهاية القرن العاشر، أطلق عليها اسم كوبانغين (Kaupangen) الذي يعني مكان التجارة أو السوق. وبعد ذلك بفترة بدأت تعرف بـ«نيداروس» (Nidaros)، وربما بسبب الكاتدرائية ونسبة إليها، رغم أنها كانت في القرن الحادي عشر مركزا للجيش والتدريب العسكري. ولم تعرف المدينة اسمها الحديث تروندهايم إلا أيام الحقبة الدانماركية ـ النرويجية، و«هايم» تعني البيت و«تروند» تعني «مكانا جيدا» للعيش بالطبع كما سبق وذكرنا. لكن في بداية القرن العشرين تم التصويت على اعتماد الاسم الأخير على اسم نيدروس القديم الذي استخدم بدايات الـ1900، وحصل إلى جانب التصويت بعض الاضطرابات لتثبيت اسم تروندهايم مرة وإلى الأبد.

لكن أيام الاحتلال النازي للنرويج أولى الألمان أهمية كبرى للمدينة وموقعها البحري الإستراتيجي في شمال المعمورة، وأطلقوا عليها اسم «درونثايم». وخطط الألمان الذين اتخذوا من ميناء المدينة مركزا لتجمع الغواصات الألمانية، لبناء مدينة جديدة تدعى «نيو ـ درونثايم» حول المدينة القديمة وتوسيعها. وكانت تخطط ألمانيا أيضا آنذاك لبناء أكبر قاعدة بحرية في شمال أوروبا هناك.

تاريخيا، كانت تستخدم المدينة مقرا للملك اولاف وتعتبر عاصمة البلاد أيامه. وهناك شواهد تاريخية وأثرية على أناس سكنوا المنطقة منذ آلاف السنين، وكانت تجمعا للأحرار من الناس عند فم نهر نيدلفا، كما كان يطلق عليهم في قديم الزمان. وفضلا عن المكان الملكي، وعدد من المعارك الشهيرة في تاريخ النرويج، فإن المتحف البريطاني يضم واحدا من أهم منتجاتها في القرن الثالث وهو عبارة عن لوح شطرنج مصنوع من العاج.

وكانت المدينة أيضا وقبل وصول البروتستينية اللوثرية في القرن السادس عشر مركزا مهما للكنيسة الكاثوليكية في شمال أوروبا واسكندنافيا، لكن البطريرك انتهى هاربا إلى الدول المجاورة كالسويد والدنمارك. وقد تعرضت المدينة خلال تاريخها الطويل أيضا وكالكثير من مدن العالم الحديث إلى الحريق عدة مرات بسبب منازلها الخشبية الكثيرة. فكل شيء في المدينة مصنوع بالأصل من الخشب المحلي. وقد تكررت الحرائق منذ القرن السادس عشر 10 مرات تقريبا، لكن أسوأها كان حريق عام 1651 حيث أتت النيران على 90 في المائة من مباني المدينة ودمرتها وبعد حريق 1681 تمت إعادة بناء المدينة من جديد بالحلة التي هي عليها هذه الأيام، وهي عبارة عن موانئ جميلة ومناطق جبلية سكنية وبعض الأحياء هنا وهناك. وبقيت المدينة تحت السيطرة السويدية قبل اتفاق كوبنهاغن عام 1660. جغرافيا، تعتبر المدينة في وسط البلاد (تبعد نحو 550 كيلومترا عن العاصمة أوسلو) على الساحل الغربي. وهي تقع تماما عند التقاء نهر نيديلفا ببحر النرويج. وكان النهر من العمق لدرجة أن استخدم لإبحار السفن الكبيرة في القرون الوسطى، لكن الانهيارات الطينية حدت من استخدامه بهذا الشكل في القرن السابع عشر. ولذا يختلط الأمر على الزائر، ولكثرة المجاري المائية والجسور، وما هو نهري وما هو بحري وخصوصا أن المياه دائما نقية ونظيفة جدا تتجدد باستمرار، وتتلألأ ألوانها الفضية والزرقاء مع انعكاسات ألوان المباني والبيوت الكثيرة. ولذلك أيضا تعتبر المدينة عبارة عن تجمع من الجزر وموانئ السفن واليخوت والمجاري المائية وغيرها من عوالم الماء الوافر. وتتركز معظم المحلات التجارية على جانب شارعي نوردري وأولاف للمشاة، كما هناك الكثير من المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم وأماكن الترفيه وخصوصا للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية في منطقة إصلاح وإنشاء السفن القديمة. فقد تم تحويل وإعادة تأهيل هذه المنطقة في التسعينات وتحويلها إلى منطقة رائعة من التجمعات السكنية الحديث والمراكز التجارية وخصوصا مركز سولسايدن (الجانب المشمس) الذي يستقطب الشباب والصغار والباحثين عن آخر صرعات الأزياء والبضائع.

وتم وصل هذه المنطقة الرائعة المحاطة بالموانئ والمباني البحرية القديمة، بجسر حديث أشبه بجسر الألفية في لندن على صغره، وأطلق على الجسر اسم جسر الزهور. ويمكن التنقل في جميع أنحاء المدينة من الكاتدرائية إلى المنطقة البحرية الواطئة والقديمة إلى الوسط التجاري والمناطق المحيطة بسهولة وسيرا على الأقدام ويلجأ الكثيرين إلى الدراجات الهوائية التي تنتشر في كل مكان وتستخدم بكثرة ويمكن دفع اثني عشر دولارا مقابل استخدامها في الشهر.

ومن المناطق الجميلة التي تستحق الزيارة منطقة باكلاندت، هي عبارة عن أحد أحياء المدينة القديمة التي تم الحفاظ عليها وتطويرها، وتحولت مع الوقت لجمالها وعزلتها عن المياه إلى منطقة ترفيهية للمحلات والمقاهي والحانات المحلية الصغيرة. وتضم هذه المنطقة الكثير من معالم المدينة المعمارية النرويجية ونماذج العمارة المحلية التي تعتمد على التجمعات السكنية المغلقة، رغم تطعيمها ببعض الحداثة. وللراغبين في مواصلات مختلفة يمكنهم استخدام الترام القديم الذي يعتبر من معالم المدينة الشمالية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المواصلات بشكل عام من أفضل أنواع المواصلات في العالم فهي مضبوطة وعلى توقيتها، والمدينة موصولة بمطار دولي بالحافلات والقطار والسيارات وغيره من المواصلات التي يمكن الاعتماد عليها ومن دون منغصات.

وتعتبر المدينة مركزا لأهم مؤسسات الأبحاث في اسكندنافيا ولبعض وسائل الإعلام والصحف المهمة في النرويج، مثل ادريسيفايسان الأقدم في تاريخ البلاد. كما تضم المدينة أحد أقدم المسارح في أوروبا الشمالية أيضا وهو مسرح ترونديلاغ الذي أعيد افتتاحه في عام 1816 ولا يزال ينشط حتى الآن.

كما هناك الكثير من المتاحف الفنية الصغيرة الأخرى مثل متحف تروندهايم للفنون الذي يضم أكبر مجموعة فنية في البلاد منذ أكثر من 150 سنة. كما هناك المتحف الوطني للفنون التزيينية أو فن الديكور، ومتاحف العلوم والتاريخ الطبيعي والآثار والمتاحف البحرية وغيره. وهناك أيضا قلعة صهيون المطلة على المدينة والتي تعتبر متحفا مفتوحا في الهواء الطلق وتضم القلعة مجموعة لا تقل عن ستين مبنى يتم ترميمها منذ فترة، وتتمتع هذه المباني بطرازات معمارية بحرية قديمة قل نظيرها في مكان آخر.

ومن معالم المدينة القديمة الرائعة والجميلة أيضا الجسر القديم أو ما يعرف حاليا بـ«بيبرو». ويقطع الجسر نهر نيد أو نيديلفا من جنوب منطقة كجومانسغاتا إلى منطقة باكلانديت. وقد تم تأسيس الجسر الجميل من الخشب الخالص لغايات عسكرية نهاية القرن السابع عشر. وتم إعادة تصميمه وتثبيته نهاية القرن التاسع عشر بالشكل الذي هو عليه حاليا.

والاهم من هذا، وهذا ما يفسر حال أكثر المدن الشمالية تطورا وعمرانا، أن المدينة مركز تعليمي وثقافي منذ قديم الزمان في النرويج. وتعتبر المدينة قلب العالم الجامعي والتكنولوجي في البلاد، ولهذا تضم ما لا يقل عن 25 ألف طالب محلي وأجنبي. أي خمس عدد السكان. وقد تم تأسيس المدارس المهمة فيها منذ عام 1152. وهي الآن تضم الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (Norges Teknisk-Naturvitenskapelige Universitet, NTNU). بأي حال ولأن المدينة صحية من حيث الموقع الجغرافي والهواء المنعش والمياه النظيفة والبيئة البحرية والجبلية المتشابكة، فإن المدينة أيضا توفر للزائر فرصة للتمتع بأجمل الرياضات الشتوية المتعلقة بالتزلج وغيره والسير على الأقدام وكرة القدم والرحلات البحرية وصيد السمك، إذ أن المدينة تضم أهم أنهر أوروبا لسمك السلمون ويمكن لأي فرد في أي وقت الصيد في الكثير من المواقع والتمتع بالمناظر الخلابة خصوصا أيام فصل الصيف التي عادة ما تكون دافئة وطيبة كبقية المدن الأوروبية.

* من فنادق تروندهايم ـــ فندق كواليتي أوغستين (Quality Hotel Augustin)- العنوان: Kongens gate 26, 7011 Trondheim – من فئة 4 نجوم – عدد الغرف: 136 غرفة – ابتداء من 80 دولارا. من فنادق وسط المدينة التاريخي والقريبة من كاتدرائية نيداروس والكثير من المحلات التجارية والترفيهية وغيرها من المحلات والخدمات التي يحتاجها السائح عادة. ويعتبر الفندق من الفنادق التي تقدم جميع خدمات الاتصال الحديثة. ـــ فندق سيتي ليفين سكولار (City Living Scholler Hotel) – العنوان: Dronningensgate 26, 7011 Trondheim (Sor-Trondelag) ـ مؤلف من 50 غرفة ـ ابتداء من 65 دولارا. هذا الفندق من معالم المدينة المعمارية والفندقية المعروفة في المدينة وهو يقع في وسطها وقريب من جميع المناطق وخصوصا المحطة الرئيسية للقطار والمقر السكني للعائلة المالكة (Stiftsgarden). والأهم من هذا، أن الفندق يقدم الكثير من الخدمات الممتازة للمقيمين، والغرف مجهزة بكل ما يحتاج إليه أي إنسان من أجهزة الترفيه التلفزيونية والانترنت إلى الأجهزة المطبخية وغيرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق